أضواء على السينما في دول مجلس التعاون الخليجي

يستعرض كتاب «أضواء على السينما في دول مجلس التعاون الخليجي»، لمؤلفه عماد النويري، تاريخ ومراحل تطور السينما في دول الخليج العربي، من خلال التركيز على تبيان البعد التاريخي وشهادات الرواد في مجال العمل السينمائي، مركزاً في هذا السياق، على التقيد بنهج رؤية توثيقية شاملة.

ويقول النويري في مقدمة الكتاب: «لا يوجد إنتاج سينمائي بالمعنى المتعارف عليه، في دول مجلس التعاون الخليجي، وإذا كان تاريخ السينما قد تجاوز مائة عام، فإنه وخلال نصف قرن من الزمان، لا يتجاوز عدد الأفلام الروائية الطويلة المنتجة في دول الخليج الثلاثين فيلماً، من مجموع أكثر من سبعة آلاف فيلم روائي عربي..».

واستهل المؤلف أبحاث كتابه، بالحديث عن السينما في الكويت، مبيناً أنه في عام 1946م، صور فيلم تسجيلي عن بدء ضخ النفط من ميناء الأحمدي. في عام 1950م، وتأسس قسم للسينما والتصوير يتبع لـ«دائرة المعارف» في وزارة التربية، الآن، ومن ثم أنتج 60 فيلماً توثيقياً تعليمياً. وفي عام 1954م تأسست شركة السينما الكويتية.

وعقبها، تحديداً في عام 1964م، افتتح قسم السينما في التلفزيون بالكويت، وأنتج من 20 إلى 30 فيلماً، إذ أنتج أول فيلم روائي قصير «العاصفة»، قدمه محمد السنعوسي، وعالج حيرة جيلين في ذلك الوقت، ما بين الكويتي في القديم والكويتي بمفاهيمه ورؤاه الجديدة. وتوالت الرحلة على يد خالد الصديق وهشام محمد وعبد الرحمن المسلم، وغيرهم.

وينتقل المؤلف إلى السينما في البحرين، فيشير إلى أن المملكة كانت الرائدة في افتتاح أول دار عرض سينمائي، في العشرينات من القرن الماضي. وكانت عبارة عن كوخ مصنوع من سعف النخيل، يجد في منطقة تعج بالمقاهي، حيث كان ينتظر الناس وصول سفن الغوص. وفيه ثلاثون كرسياً، ووضعت لوحة خشبية هي الشاشة.

وتطورت هذه التجربة الرائدة، بعدها، إذ تأسست أول دار عرض كبيرة ومجهزة، في عام 1937م، على يد: علي بن عبد الله آل خليفة وعبد الله الزايد وحسين يتيم. يوضح النويري أن الإمارات العربية المتحدة، تعد أكبر سوق سينمائية في الخليج، وهي أيضاً في الطليعة من حيث عدد الصالات السينمائية، (191 صالة عرض في عام 2009).

وبدأت تجربة إنتاج أول فيلم روائي، على يد المخرج علي العدول، وذلك بقلم «عابر سبيل»، في عام 1989م. ثم انطلقت أول مسابقة أفلام سينمائية في شهر ابريل 2001م، من تنظيم المجمع الثقافي في أبوظبي.

وكانت للأفلام القصيرة، ثم تطورت وتوالت المسابقات عقبها. كما أنشئ «مكتب السينمائيين»، في عام 2006م، بهدف دعم العاملين في مجال السينما. والآن أصبح مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان أبوظبي السينمائي، من المهرجانات المهمة في مجال السينما، على مستوى العالم العربي. وفي السنوات الأخيرة شارك العديد من الأفلام الإماراتية، بمجموعة من المهرجانات العربية والعالمية.

وعن السينما في المملكة العربية السعودية، يشير المؤلف إلى أنه قامت بعض السفارات، مثل السفارة النيجيرية والإيطالية، بدور مهم لتوفير العروض السينمائية هناك. كما توافرت دار «باب شريف» و«أبوصفية» في مدينة جدة لعرض بعض الأفلام. كما لعبت الأندية دورها في تنشيط العروض السينمائية. وربما بدأ النشاط الإنتاجي عام 1976م، بإنتاج أول فيلم سعودي:

«تطوير مدينة الرياض»، من إخراج عبد الله المحيسن. وفي نهاية الثمانينات من القرن الـ20، أنتج أول فيلم تلفزيوني. بينما أنتجت هيفاء المنصور الفيلم القصير «من؟»، في عام 2002م. وفي 2006م، أسس المخرج ممدوح سالم أول مهرجان سينمائي (توقف عام 2009م)، كما أنشأ المخرج نفسه، مكتبة مرئية تضم 60 فيلماً روائياً سعودياً، و30 فيلماً وثائقياً، و12 فيلماً كرتون.

ويلفت النويري إلى أن السينما في سلطنة عمان، تحوز سمات تجربة مختلفة، نظراً لطبيعة التوزيع السكاني فيها، حيث كانت البدايات في العواصم الخليجية التي تضم غالية أعداد السكان، بينما السكان في سلطنة عمان هم موزعون بين جوانب السلطنة. كما لا توجد وثائق تكشف عن بدايات نشاط سينمائي في السلطنة، سواء لأجانب أو لعرب.

ولكن تأسس التلفزيون في عمان خلال السبعينات من القرن الماضي، ويسجل لحاتم الطائي أولى المحاولات السينمائية، إلا أن خالد عبدالرحيم الزدجالي، هو أول من أخرج أول فيلم طويل بعنوان: «البوم»، ذلك عام 2006م.

ويذكر النويري، أن فترة الخمسينات من القرن الماضي، كانت مستهل حضور وانتعاش السينما في قطر، إذ تعرف الجمهور على السينما بفضل شركات البترول، وشاعت في ما بعد، كما في السعودية، ماكينات العرض الخاصة بالمنازل، ومتابعة الأفلام التي تنتج في مصر. وفي عام 1976م أنشأت الدولة أول دار عرض، وفي عام 2005م قامت شركة البحرين للسينما بإنشاء وتجهيز مجمع لدور العرض.

وأنشئت وحدة للأفلام التسجيلية في عام 1981م. ثم كان المخرج إسماعيل خالد أول من أنتج الأفلام التسجيلية القطرية، بينما يعد إبراهيم الصباغ أول من أخرج فيلماً طويلاً «دانة». ونشط الإنتاج السينمائي في مجال الأفلام التسجيلية وأفلام الكرتون للأطفال. ويعد فيلم «عقارب الساعة»، عملاً قطرياً مهماً، كونه قطرياً بكل عناصر إنتاجه وتنفيذه.

 

الكتاب: أضواء على السينما في دول مجلس التعاون الخليجي